سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة التاسعة عشر
قد صدّقت الرؤيا
بعد أن تخلّص خليل الرحمن من شرّ الشيطان الرجيم عمد إلى تحقيق طلبات ولده إسماعيل فشحذ السكين وأحكم ربط يديه ورجليه وخلع عنه قميصه ثمّ قبّله واحتضنه طويلاً مودّعا له 📖 (فَلَمّا أَسلَما وَتَلَّهُ لِلجَبينِ) وضجّت ملائكة السماء بالبكاء والعويل وَنادَيناهُ
➖ 📖 (أَن يا إِبراهيمُ).
➖ لبيك ربي.
➖ 📖 (قَد صَدَّقتَ الرُّؤيا).
➖ سيدي ومولاي ماذا عن ذبيحة الحجّ؟
➖ 📖 (فَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظيمٍ).
➖ خذ هذا الكبش السمين فاذبحه فداء عن ولدك.
وعاد إسماعيل لأمه مظفراً يمشي على قدميه وقرت به عين أبيه وسكن قلب أمه، ولكن ما حال الإمام الحسين وهو يرى ولده علياً الأكبر وقد تقطع بسيوف بني أمية؟
سجد إبراهيم شاكراً لربه فهو قد فاز مجدداً.
1️⃣ إپراهيم قدّم جسده للنيران.
2️⃣ إبراهيم قدّم ولده للقربان.
وهنا صدر الأمر من المولى تعالى إلى إبراهيم برفع أساسات الكعبة المشرفة : 📖 (وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ) ولم يشركا معهما أحداً وهما في أثناء العمل يرددان هذا الدعاء :
➖ 📖 (رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ).
➖ 📖 (رَبَّنا وَاجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسلِمَةً لَكَ).
➖ 📖 (وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُب عَلَينا إِنَّكَ أَنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ).
➖ 📖 (رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ) وهذه الدعوة تشير صراحة إلى المصطفى (صلّى الله عليه وآله) فإبراهيم طلب من المولى تعالى أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من ذريته حصراً وكان له ذلك وقد أشار إليه قوله تعالى : 📖 (هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ).
والآن دققوا في دعاء إبراهيم واستجابة الدعاء:
1️⃣ 📖 (رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم) فكانت النتيجة هي (هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم).
2️⃣ 📖 (يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ) فكانت النتيجة (يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ).
3️⃣ 📖 (وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم) فكانت النتيجة (وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ).
كان الشيخ الكبير إبراهيم يباشر وضع اللبنات لبناء الكعبة المشرفة فيما كان ولده الشاب إسماعيل يناوله مواد البناء وكلما ارتفع البناء احتاج الخليل إلى ما يضعه تحته ومنا هنا ثبتت أقدامه في الصخرة التي كان يقف عليها وهي شاهد إلى اليوم بل إلى يوم القيامة على مدى إخلاص الخليل وصدق دعوته وهذه الصخرة موجودة اليوم ومعروفة بمقام إبراهيم قرب الكعبة المشرفة.
وحلّ موسم الحج الأكبر فإذا بالنداء السماوي للخليل : 📖 (أَن لا تُشرِك بي شَيئًا وَطَهِّر بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالقائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ) ثمّ (أَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ).
يتردد في أسماع مئات الملايين من المجيبين له رغم محاولة آل سلول تقليل أعداد الحجيج كلّ عام.
🤲 رزقنا الله وإياكم حجّ البيت العتيق الذي يعده المعصومون من خيرة ما يدعو به الداعون : (اللهم ليلة القدر وحجّ بيتك الحرام وقتلا في سبيلك فوفق لنا).ما هو حال إبراهيم حين عاد الى سارة؟ ولماذا أمر إسماعيل أن يطلق امرأته؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.