سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الحادية عشرة
حنيفاً مسلما
تجمهر القوم على إبراهيم وهو يخرج من بين بقايا النار ورمادها دون حرق أو خدش أو أيّ ضرر، وانهالت عليه الأسئلة من كلّ مكان وكان يجيب مع ابتسامة نبوية :
➖ لماذا لم تلتهمك النار؟
➖ لأن اللّه ربّي لم يرد ذلك.
➖ وهل ربّك قادر على مثل هذا؟
➖ هو قادر على كلّ شيء.
➖ من كان معك في النار؟
➖ بعض ملائكة السماء يؤنسوا وحدتي.
➖ وماذا كنت تأكل وتشرب؟
➖ من الجنة يأتي به الملائكة.
➖ ما هي الحكمة من عدم موتك بمثل هذه النار؟
➖ لم يتمّ الأمر الذي كلّفني فيه ربي بعد، ولأكون حجة عليكم ودلالة على قدرة ربي العظيم.
➖ ومن هو ربك؟
➖ هو ربي وربكم ورب العالمين ذلك هو الله تعالى.
➖ وما هو دينك؟
➖ ربي الذي أمر النار فصارت (سلاماً) سمح لي أن أسمّي الدين (الإسلام) 📖 (مِلَّةَ أَبيكُم إِبراهيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمينَ).
➖ وما هي شروط قبولك لنا في هذا الدين؟
➖ القبول بالحنيفية.
➖ وما هي الحنيفية؟
➖ عشرة خصال بعد اعتقاد التوحيد والنبوة والمعاد وهي:
١. غسل الجنابة.
٢. أخذ شعر الإبطين والعانة.
٣. قص الأظافر.
٤. الختان.
٥. الاسنتجاء من البول والغائط.
٦. قص شعر الرأس.
٧. إعفاء اللحية.
٨. إكرام الشارب (تخفيفه).
٩. السواك.
١٠. تخليل الأسنان
ما أجمله من دين! وما أحلاها من شريعة! وما أنقاها من ملّة! فالاسلام يطهر الباطن والظاهر من المؤمن به.
انهالت طلبات الناس من أهل بابل لاعتناق الدين الإسلاميّ الحنيف ومخالفة دين الدولة الرسمي مهما كان الثمن، وسط عدم خضوع من قبل جلاوزة نمرود الذين أيقنوا أنّ إبراهيم خطّ أحمر وربما تؤدي أي محاولة ثانية لقتله إلى ردة غير متوقعة من قبل السماء للحفاظ عليه.
وهنا صارت فسحة لإبراهيم ومن معه استمرت فترة لا بأس بها تزوج خلالها إبراهيم بابنة خاله سارة بعد أن أعلنت قبل غيرها هي وأخوها لوط أنهم أول المؤمنين بدعوة إبراهيم، وكثر أتباعه وصار له مناصرون وأشياع، وكان لا بدّ لنمرود شخصياً أن يتدخل وإلا فلتت الأمور في العاصمة تماماً.
دخل مجموعة من كهنة المعابد مع مجموعة من عبدة نمرود مع بعض المتزلفين على نمرود وأحرقوا قلبه بنقل ما يقوم به إبراهيم في بابل وبالغوا في توصيف قوة أتباعه ما حدا بنمرود أن يصرخ بالحرس : هاتوا لي إبراهيم، إن كانت النار لم تقتله فأنا أعرف كيف أسكته، هيا أحضروه بسرعة.
طارت خيل الجلاوزة تبحث عن إبراهيم كي يمثل بين يدي نمرود، ولكن ماذا حصل بعدها؟