سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة عشر
عدة أحداث
وتمرّ السنين مسرعة على إبراهيم وهو في الشام مبلغاً مغيراً قدر المستطاع من عقائد الآخرين ومضيفه عامر بالضيوف من الفقراء والاغنياء على حدّ سواء وهو يرى نعمة الأولاد شملت غيره ولم تشمله بعد ولكنه يثق بحكمة الله تعالى فلم يطلب الولد ولو طلب لأجيب فهو خليل الرحمن الذي لا يرد له دعاء.
وها هو الخليل بمعية الطيبة العاقر سارة يحطان رحلهما في مصر بداية سقوط الفراعنة وسيطرة الهكسوس (الرعاة) ولكن لشدة غيرته على زوجته يضعها داخل الحجاب والمقنعة وسط ضجيج شرطة مصر الذين طلبوا منه أن يكشف عن وجهها كي يسمحوا لهما بدخول مصر، ولكنّ الخليل الغيور يرفض ذلك مقدما لهم خيار فرض ضريبة التمرد من المال مهما قدروها، ولكن الحرس يصرون على موقفهم ويأخذون الخليل وسارة إلى حاكم مصر الذي مدّ يده كي يكشف عن وجهها فدعا عليه الخليل فشلّ يده.
– اعتذر منك أيها الغريب، اطلق يدي ولن اعود لمثلها.
– انا غيور على عرضي.
– وأنا أتوب.
– اللهم اشف يده.
وهنا عاد الملك مرة أخرى ومد يده فشلت مرة أخرى.
– اطلق يدي. ولك العهد ان لا أعود لمثلها.
– اللهم ان كان صادقا فأطلق يده.
عادت يده سليمة وأكرم إبراهيم واعتذر له وسمح له بالتبيلغ ثم اعتذر من سارة وقدم لها شابة خادمة لها اسمها هاجر.
انتهت مدة التبليغ في مصر وعاد إبراهيم إلى فلسطين وهناك رأت سارة التي دخلت سن اليأس أن تفرح قلب الشيخ إبراهيم:
– سيدي خليل الرحمن، سبق وأهديتكم كل مالي، ثم كل شبابي في خدمتكم.
– جزاك الله خير الجزاء.
– سيدي أريد ان أهب لك جاريتي هاجر لعلها تحقق لك ما عجزت انا عنه وهو أن تبقي نسلك فمثلك أهل أن يبقى له نسل.
تزوج إبراهيم من هاجر بعد أن أعتقها وهنا رفع يده الى السماء (رَبِّ هَب لي مِنَ الصّالِحينَ) فإذا بهذه الشابة المصرية تحمل في أحشائها طفلاً ذكرا (فَبَشَّرناهُ بِغُلامٍ حَليمٍ).
– أبشر يا خليل الرحمن سيرزقك الله بمولود ذكر.
– يا جبريل سميت ولدي (إسماعيل) ويعني هذا الاسم (سمع الله دعوتي).
وتمر الأيام بسرعة وها هي هاجر تضع وليدها إسماعيل وتهيج الغيرة في قلب سارة وهي تسمع صوت طفل في بيتها يبكي.
وينزل ملاك الوحي:
– يا خليل الرحمن يبلغك المولى عز وجل أن تأخذ هاجر ووليدها إلى حيث بيتي العتيق.
– وأين ذاك.
– في الحجاز.
– وكيف أصل هناك؟
– هذه دابة البراق تطير بك وبآل بيتك.
ثم ماذا حصل بعدها؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.