سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة العشرون
آل إسماعيل
عاد خليل الرحمن بعد أن أتمّ بناء الكعبة المشرفة إلى فلسطين حيث سارة العجوز المؤمنة وهو يحمل معه أخباراً مفرحة عن موسم الحجّ وما فيه من بركات ستبقى إلى يوم القيامة، ولكنه انكسر قلبه مجدداً وهو يسمع أخبار قوم لوط التي باتت تنبئ بتداخل سماوي لوضع حد جادّ قاطع لهم، مع ملاحظة أن لوطاً النبيّ قارب المائة عام مع ما فيه من انكسار جراء امرأته العجوز التي وقفت ضدّ دعوة زوجها.
مرت الأيام سريعة وحلّ إبراهيم مجدداً في مكّة المكرّمة والناس يزدادون كل يوم مع ما يجدون من بركات لم يشعروا بها في مكان آخر وهذه الزيارة كانت بعد زواج إسماعيل من بنت جرهمية من عرب اليمن.
وصل إبراهيم عند دار ولده إسماعيل الذي كان خارج داره وكان له حوار مع زوجته:
➖ سلام عليكم يا ابنتي.
➖ وعليكم السلام، قل ماذا تريد فأنا لا أطيق الضيوف.
➖ هل أجد عندكم زاداً وماءً؟
➖ ليس عندنا إلا القليل، لا يكفينا أصلاً.
➖ وكيف هي عيشتكم؟
➖ شرّ عيشة وأسوأ حال، فقر وحاجة.
➖ إذا جاء زوجك فأبلغيه سلامي وقولي له: الشيخ يقول لك: غيّر عتبة دارك، ومضى.
جاء إسماعيل بعد يوم حافل بالعمل والتبليغ :
➖ إني لأجد ريحاً طيبة في دارنا، هل كان عندنا ضيوف؟
➖ مجرد شيخ كبير لم أفهم مقالته.
➖ وماذا حصل معه؟ وماذا قال؟
قصّت عليه خبره ونقلت له قوله فقال لها: أنت طالق، أما هذا الشيخ فهو خليل الرحمن وأما عتبة الدار فهي الزوجة.
وتزوج إسماعيل من جرهمية يمنية عربية أخرى كانت تختلف عن الأولى بكل شيء.
طرق إبراهيم باب ولده إسماعيل:
➖ سلام عليكم.
➖ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
➖ هل أجد عندكم زاداً وماءً؟
➖ على الرحب والسعة، ضيف كريم، ما أكثر الزاد والماء، وإذا أحببتم أن تغسلوا أرجلكم سأكون خادمة لكم لأجلب لكم الماء.
قبل أن يمضي وبعد أن أكل وشرب واستراح قال الخليل لفاطمة زوجة إسماعيل : إن جاء زوجك فقولي له: يقول الشيخ: ثبّت عتبة دارك.
ورجع إسماعيل فوجد ريح أبيه فقال لزوجته:
➖ أكان عندنا ضيوف؟
➖ شيخ طيب الريح وحسن المنطق وجهه كأنه القمر.
➖ وماذا حصل معه؟ وماذا قال؟
وقصّت عليه الخبر وما قاله، فشكرها وأخبرها أنه الخليل إبراهيم وأنها ستبقى معه وتكون فيها البركة، وكان ذلك بعد أن أنجبت له اثني عشر ولدا ذكراً.
تصاعدت أخبار قوم لوط، وفشى أمرهم، وفاحت رائحة خطاياهم، وباتت سارة قلقة على أخيها وبناته من شرور القوم الفاسقين، وحصل ما لم يحسب له أحد حساباً.
ما الذي حصل؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.