سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثالثة والعشرون

آل لوط

لقد شكّل مجيء الملائكة كضيوف على خليل الرحمن نقطة تحوّل كبرى في التأريخ فهو بالنسبة لسارة بداية فرح بحمل ثم ولادة انتظرته ربما ثمانين سنة، وهو بالنسبة إلى إبراهيم بداية مشروع توحيد جديد ومعين عليم يحمل شيئاً من الحمل الثقيل الملقى على كاهله سيما وهو قد تجاوز المائة، وهو بالنسبة إلى كل البشرية إلى يوم القيامة ابتلاء ببني إسرائيل الذين سيغيرون ويحرفون ويقتلون ويفسدون مع كثرة الأنبياء والمرسلين فيهم.
أصل مجيء الملائكة للخليل هو للبشارة بإسحاق ثم لإبلاغه وهو الرسول من أولي العزم بما سيجري من عذابٍ قاسٍ على قوم لوط في الأردن وإذا بإبراهيم وهو صاحب القلب الكبير يطلب مدة أخرى لعلهم يتوبون:
➖ 📖 (إِنَّ فيها لوطًا)؟ ➖ 📖 (نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرينَ). ➖ أرأيت يا أمين الوحي يا جبريل لو كان في قرى لوط مائة مؤمن أكنتم معذبيهم؟ ➖ لا، ولكن لا يوجد فيهم مائة مؤمن. ➖ فإن كان فيهم خمسون مؤمناً؟ ➖ لا، ولكن لا يوجد فيهم خمسون مؤمناً. ➖ فإن كان فيهم عشرة مؤمنين؟ ➖ يا خليل الرحمن لو كان فيهم مؤمن واحد (عدا آل لوط) لما نزل عليهم العذاب. ➖ ولكن فليمهلوا مدة أخرى لعلهم يرجعون. ➖ 📖 (يا إِبراهيمُ أَعرِض عَن هذا إِنَّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُم آتيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردودٍ).
ودعت الملائكة إبراهيم الخليل وهو بين حالين، فرح بمولود مبارك، ونزول عذاب على قوم لا يبقي ولا يذر.
حلّت الملائكة ضيوفاً عند لوط الشيخ صاحب المائة سنة والبنات الثلاثة والمرأة العجوز الخبيثة وكان وصولهم له ظهراً بعد أن انتهى حوارهم مع إبراهيم وعدم أكلهم طعام الغداء.
كان لوط النبيّ الكريم قد شرّفه المولى تعالى بأن أرسله إلى قرى سدوم وعمورة قرب البحر الميت وجرت الأمور طيبة في صدر بعثته حتى علمهم الشيطان الرجيم قضية الفساد الأخلاقي والانحراف والشذوذ وبعد ان قبلوه منهم ساد وفشا وصار هو الأصل والزواج الطبيعي صار شاذاً ومنكراً بل نسيه الجميع.
لم ينقطع لوط رغم كبر سنة لحظة واحدة عن التبليغ محاولاً هداية القوم بكل صور التبليغ دون نفع بل صار ما يجب معرفته حيث جلس القوم الفاسقون يتحدثون :
➖ إنّ لوطاً سبب لنا إزعاجاً وإرباكاً كبيراً. ➖ فعلا، ويجب أن يُعاقب. ➖ وكيف نعاقبه؟ ➖ لديّ فكرة. ➖ هاتها. ➖ هل تعلمون ما هو اسم الفاحشة التي نفعلها فيما بيننا ولم يسبقنا بها أحد من العالمين؟ ➖ لا. ➖ لمّا كان لوط ينهانا عنها ويكرهها ويحرمها ويهددنا بسببها فلنطلق عليها اسم لوط، وليكن اسمها منذ الآن (لواط).
تعالت ضحكات القوم الفاسقين وهم يعلنون وسط القرى عن اكتشاف سيحرق قلب لوط الشيخ الكبير. وصل الملائكة ودخلوا على لوط النبيّ الكريم وهو جالس على قارعة الطريق في حرّ الظهيرة.
ترى ما هو سبب جلوس هذا الشيخ المبارك في قارعة الطريق وسط الظهيرة؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الأولى
العالَم قبل الخليل
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية
أسماء لامعة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّالثة
ولادة اليتيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة
حُججٌ دامغة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة
هزيمة لمحور الجهلاء
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السادسة
هزيمة الصّابئة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السّابعة
فأس الخليل
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّامنة
محاكمة إبراهيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة التّاسعة
برداً وسلاماً
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة العاشرة
معجزة خالدة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الحادية عشرة
حنيفاً مسلما
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية عشرة
بهت الذي كفر
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثالثة عشر
في الشام
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة عشر
عدة أحداث
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة عشر
عند مكّة
Scroll to Top