سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السابعة والعشرون
صحف إبراهيم
إنّ من المفروغ منه في عرف العقلاء أنّ القرآن الكريم كتاب معجز بكلّ ما في الكلمة من معنى وأنّ الله تعالى تحدى به الخلق جميعاً إلى يوم القيامة وهو أكبر آية على صدق المصطفى الأمين (صلى الله عليه وآله)، ولكن هناك سؤالين مهمين وهما: هل لإبراهيم الخليل كتاب مثل القرآن الكريم ومثل توراة موسى وإنجيل عيسى أم لا؟
ثم هذا الكتاب أو كل تلك الكتب هل هي كتب معجزة تحدى الله تعالى بها البشرية آنذاك أم لا؟
وللإجابة عن السؤال الثاني نقول: لم يثبت بأيّ دليل أنّ ما نزل على الأنبياء والمرسلين من صحف وكتب كانت فيها جنبة التحدي وظاهرة الإعجاز، بل هي كتب تشريع ودعاء فقط.
وأما الجواب عن السؤال الأول فنقول: إنّ القرآن الكريم يصرّح أنّ أولي العزم الخمسة الكرام وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين) هم أصحاب شرائع وتعليمات سماوية قال تعالى: 📖 (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وَصّى بِهِ نوحًا وَالَّذي أَوحَينا إِلَيكَ وَما وَصَّينا بِهِ إِبراهيمَ وَموسى وَعيسى أَن أَقيمُوا الدّينَ)
ولازم الشرائع نزول كتب ترسم للمرسلين منهاجاً وللأمة سراطاً للسير عليه وهذا ما سأل عنه أبو ذرّ الغفاريّ النبيَّ محمداً (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.
وهذه الرواية رسمت بخط واضح ما نحتاج معرفته هنا وبيّنت لنا أنّ إبراهيم الخليل لم يكن له كتاب مثل القرآن الكريم ولا حتى مثل التوراة والإنجيل بل ولا حتى مثل الزبور الذي هو أدعية، بل جنس آخر من الكتب سماه القرآن الكريم ولسان المصطفى (صلّى الله عليه وآله) الصحف.
والآن تعالوا إلى هذه المفاجأة القرآنية وهي أنك تستطيع أن تقرأ بعض الآيات التي نزلت في صحف إبراهيم الخليل بل وفي صحف موسى الكليم بدون اي تحريف أو تلاعب.
ولو قلت لي: أين أجدها؟
أقول: في القرآن الكريم الذي قال:
➖📖 (قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى).
➖📖 (وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلّى).
➖📖 (بَل تُؤثِرونَ الحَياةَ الدُّنيا).
➖📖 (وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى).
وما ذُكر أعلاه كله موجود فيها والدليل هو قوله تعالى بعد ذكرها: 📖 (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأولى) ولو قلت: أي صحف يعني؟
قلنا: (صُحُفِ إِبراهيمَ وَموسى).
وإن شئت فخذ هذه المفاجأة الثانية من القرآن الكريم الذي ذكر بعض آيات صحف إبراهيم وموسى:
➖📖 (أَم لَم يُنَبَّأ بِما في صُحُفِ موسى وَإِبراهيمَ الَّذي وَفّى)
وماذا فيها؟
١. 📖 (أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى).
٢. 📖 (وَأَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعى).
٣. 📖 (وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرى).
٤. 📖 (ثُمَّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفى).
٥. 📖 (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ المُنتَهى).
٦. 📖 (وَأَنَّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبكى).
٧. 📖 (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحيا).
٨. 📖 (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالأُنثى مِن نُطفَةٍ إِذا تُمنى).
٩. 📖 (وَأَنَّ عَلَيهِ النَّشأَةَ الأُخرى).
١٠. 📖 (وَأَنَّهُ هُوَ أَغنى وَأَقنى).
١١. 📖 (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعرى).
١٢. 📖 (وَأَنَّهُ أَهلَكَ عادًا الأولى وَثَمودَ فَما أَبقى وَقَومَ نوحٍ مِن قَبلُ إِنَّهُم كانوا هُم أَظلَمَ وَأَطغى وَالمُؤتَفِكَةَ أَهوى فَغَشّاها ما غَشّى).
هذا بعض ما ذكره القرآن الكريم عن صحف إبراهيم الخليل.ثمّ ماذا حصل سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.