سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثلاثون (والأخيرة)

الديانة الإبراهيمية

بعد أن أولى الله تعالى بني إسرائيل بكثرة الأنبياء والمرسلين وتفضيله إياهم على غيرهم من الأمم في زمانهم وما أكرمهم من إرسال ٦٠٠ نبي فيهم وشق البحر لهم وأحيا موتاهم على يد عيسى وغيرها من المعجزات نظر القوم بعين بلهاء إلى أنفسهم:
➖📖 (وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ). ➖📖 (وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّهِ). ولم يكتفِ هذانِ الأحمقان عند هذا بل: ➖📖 (وَقالَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى نَحنُ أَبناءُ اللَّهِ وَأَحِبّاؤُهُ). ثمّ ترقّوا في الطغيان وأغلقوا علينا باب الجنان: ➖📖 (وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى).
فكأنهم هم الحاكمون وأمرهم جارٍ في الآخرى كما في الدنيا، فهم لشدّة ما بهم من غرور وحمق يقولون: 📖 (يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ) وأيديهم مطلقة بل 📖 (قالوا إِنَّ اللَّهَ فَقيرٌ وَنَحنُ أَغنِياءُ).
هذا وغيره من الطغيان والعلو الذي وصله القوم سبب في نزول غضب الله تعالى عليهم حين 📖 (جَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنازيرَ وَعَبَدَ الطّاغوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضَلُّ عَن سَواءِ السَّبيلِ) وحين 📖 (لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ).
وكلّ ما في الأمر أنهم حسدوكم أيها المسلمون لذا 📖 (وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إيمانِكُم كُفّارًا حَسَدًا مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ) وخلاف بني إسرائيل مع بني إسماعيل ليس خلافاً قومياً كما يحاول السفهاء تصويره بل هو خلاف عقدي ديني بحت، فقد رفض القوم نبوة عيسى رغم كثرة معجزاته بسبب دعوته القوم إلى الاستعداد لنصرة نبي من بني إسماعيل 📖 (وَإِذ قالَ عيسَى ابنُ مَريَمَ يا بَني إِسرائيلَ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّوراةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسولٍ يَأتي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ) وبمجرد سماع هذه العبارة خططوا لقتل عيسى وادعوا ذلك فيما بعد.
ودارت بهم الدوائر حين بُعث أحمد (صلى الله عليه وآله) ليجدوا أنّ ما أنبأ به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء صحيح وأنّ الحقّ مع راكب الجمل فقرروا عداوته ولكنهم صُدموا بسيف عليّ بن أبي طالب.
تشتت اليهود في الأرض ببركة ذي الفقار ورجعوا إلى فلسطين باتفاق مع الحكّام العرب السنّة الذين خاضوا ضدهم حروباً صورية قومية فاشلة أثبتت أنّ القومية ليست هي الحلّ بل لا بدّ من حرب دينية أثبتت صواريخ أبطال جنوب لبنان تصحيحها.
فشل مخطط القوم مجددا وباتت قوى الممانعة أقوى ففي إيران جيش مرعب وسلاح فتاك ومثله في جنوب لبنان لينهق الحمار اليهودي حين أعلن شيعة اليمن قيام دولة وسلاح وجند لله لم يحسب لهم أحد حساباً من قبل، ليلتحق العراق بحشده ضمن قوى الردع التي أمرنا الله تعالى بها 📖 (وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم).
الشيعة اليوم تمر بمرحلة من القوة لم يسبق لها مثيل في طول تأريخها بانتظار المنازلة الكبرى ضدّ عبدة العجل وبعل.
ولكنّ القوم عمدوا إلى خطة بديلة لاشغال العرب بدات بالتطبيع ثم التمهيد للديانة الإبراهيمية التي تهدف إلى إلغاء الإسلام وحذف القرآن واللهث خلف المشروع القومي الصهيوعربي الذي يقوده ابن سلمان وابن زايد وبرزاني والأذلاء ممن يواليهم. 📖 (وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ).
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الأولى
العالَم قبل الخليل
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية
أسماء لامعة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّالثة
ولادة اليتيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة
حُججٌ دامغة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة
هزيمة لمحور الجهلاء
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السادسة
هزيمة الصّابئة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السّابعة
فأس الخليل
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّامنة
محاكمة إبراهيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة التّاسعة
برداً وسلاماً
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة العاشرة
معجزة خالدة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الحادية عشرة
حنيفاً مسلما
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية عشرة
بهت الذي كفر
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثالثة عشر
في الشام
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة عشر
عدة أحداث
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة عشر
عند مكّة
Scroll to Top