سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السّابعة

فأس الخليل

بعد أن أنهى إبراهيم نقاشه مع الصابئة في معبدهم وسفّه رأيهم وأثبت بطلان عقيدتهم وبلبل عقولهم قال لهم عبارة سعّرت نار غضب في قلوبهم وهي: 📖 (تَاللَّهِ لَأَكيدَنَّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرينَ) سيكون معبدكم هذا قريباً أثراً بعد عين فإيّاكم أن تخلوه من الحراسة (حمقى يحرسون ربّهم).
لم يدر في خلد القوم أنّ شخصاً ما مهما كان اسمه وبلغت شجاعته يمتلك قلباً شجاعاً يسمح له أن يدخل أكبر معبد في العاصمة بابل ويمدّ يده بسوء ضدّ ما فيه من أعداد كبيرة من الأصنام المختلفة الأشكال والأحجام فضلاً عن تنوع مواد صناعتها، ولكن ظنهم لم يكن في محلّه فقلب إبراهيم يسمح له بمثل ذلك الدخول بل وأكثر.
ولما كانت الفرص تمرّ مرّ الرّياح وضياعها غصّة فإبراهيم استثمر فرصة غاية في الأهمية تمثلت في خروج جميع كهنة المعبد فضلاً عن الحرس والناس لعيد قومي يجتمع فيه الجميع.
أرسلت الحكومة زبانيتها يجوبون خلال ديار العاصمة بحثاً عن شخص لم يخرج لذلك التجمع الليليّ فإذا بهم يجدون إبراهيم لم يخرج مع الخارجين.
➖ لماذا لم تخرج مع الآخرين؟ ➖ 📖 (فَنَظَرَ نَظرَةً فِي النُّجومِ) وكان – كما هو حال أكثر أهل بابل حينها – عالماً بالفلك وتقلباته وتأثيره على فعاليات الجسم والمزاج فقال: 📖 (فَقالَ إِنّي سَقيمٌ) يعني ستؤثّر حركة النجوم والأفلاك في تهييج بعض سواكن مرض بسيط في جسدي ولما كان متأكداً من قوله ساقه بالجملة الاسمية (إنّي سقيم) هذه الليلة لا محالة، ولكنّ سقمه لم يكن بالمستوى الذي يمنعه من أداء وظيفة كبرى مناطة به.
فهم القوم من ظاهر كلامه أن سقمه سيلقيه في الفراش فلذا 📖 (تَوَلَّوا عَنهُ مُدبِرينَ) فرحين بعيدهم ولا يعلمون ما في جعبة إبراهيم.
حمل بطل التوحيد إبراهيم فأساً بيمينه ودخل المعبد الخالي الا من الأصنام والشياطين بطريقة لا يشعر بها أحد فقال مخاطباً الأصنام بسخرية: 📖 (أَلا تَأكُلونَ)؟ 📖 (ما لَكُم لا تَنطِقونَ)؟ 📖 (فَراغَ عَلَيهِم ضَربًا بِاليَمينِ) بفأسه القويّة وبيمينه الميمونة (فَجَعَلَهُم جُذاذًا) كسّر جميع ما في المعبد من أصنام (إِلّا كَبيرًا لَهُم) فترك أكبرها حجماً لم يكسره ولكن علّق الفأس برأسه (لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ) فيسألون أنفسهم عن دور كبير الأصنام الذي لم يحرك ساكناً بل ولم يسلم هو الآخر من ضربات إبراهيم.
مسح بطلُ التّوحيد الترابَ عن يديه وملابسه وشكر الله تعالى على هذه النعمة وخرج منتصراً
عاد القوم من عيدهم فرحين ليختموا فعالية عيدهم بدخول المعبد الذي صُعقوا لما رأوه وقد غدا خبراً بعد عين، جنّ جنونهم وبكوا وصرخوا وتصايحوا وتلاوموا وقالوا: 📖 (مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمينَ) ثم تباحثوا عن أقرب شخص يمكن أن يفعل هذا فقال بعضهم: 📖 (سَمِعنا فَتًى يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبراهيمُ) حينها فقط أدركوا أنّ إبراهيم إذا قال فعل فلذا 📖 (قالوا فَأتوا بِهِ عَلى أَعيُنِ النّاسِ لَعَلَّهُم يَشهَدونَ).
▪️ثمّ ماذا حصل بعدها؟ وكيف حاكموه؟ سنعرف هذا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الأولى
العالَم قبل الخليل
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية
أسماء لامعة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّالثة
ولادة اليتيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة
حُججٌ دامغة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة
هزيمة لمحور الجهلاء
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السادسة
هزيمة الصّابئة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّامنة
محاكمة إبراهيم
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة التّاسعة
برداً وسلاماً
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة العاشرة
معجزة خالدة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الحادية عشرة
حنيفاً مسلما
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثّانية عشرة
بهت الذي كفر
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الثالثة عشر
في الشام
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الرابعة عشر
عدة أحداث
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة الخامسة عشر
عند مكّة
سيرة بطل التّوحيد إبراهيم الخليل - الحلقة السادسة عشر
زمَّ الماءُ زمّاً
Scroll to Top